يظن الوالدان أحياناً أن تناول الطعام بالإجبار هو أمر يصب في مصلحة أبنائهم. وبالتالي يرغمونهم على إنهاء أطباقهم، اعتقاداً منهم أنهم بهذه الطريقة على العناصر الغذائية التي تحتاجها أجسامهم للنمو.
لكن إكراه الأطفال على إكمال طعامهم بعد الشعور بالشبع، يتسبب لهم في الكثير من المشكلات الصحية والنفسية، فانتبهوا إليها جيداً.
أكدت دراسة أجراها باحثون من جامعة نورث كارولاينا الأميركية، أن هذا السلوك، يسبب ما يُعرف ببرمجة الأطفال.
ويشير هذا المصطلح إلى عدم قدرة الأطفال على التحكم في شهيتهم بشكل صحيح على المدى الطويل، وهو ما يؤدي إلى إصابتهم بالبدانة.
إذ يحصل الصغار على سعرات حرارية تفوق احتياجاتهم بكثير، ما يجعلهم أكثر عرضةً لزيادة الوزن في مرحلة المراهقة.
وبالتالي ترتفع احتمالات إصابتهم بأمراضٍ مزمنة وخطيرة، كأمراض القلب والسكري.
وفقا للطبيبة سهام حسن، المتخصصة النفسية والتربوية، عند سؤالها عن الانعكاسات النفسية لإجبار الأطفال على تناول طعامهم بعد شعورهم بالشبع.
قالت د.سهام إن “العصبية الزائدة من قبل أحد الوالدين أو الطفل نفسه، قد تتسبب في حدوث مشكلاتٍ في المعدة”.
ويتأثر الجهاز الهضمي بالضغوطات العصبية، وقد يكون هذا سبباً في قيام الطفل بتقيؤ كل الطعام الذي تناوله.
وأضافت أنه “مع تكرار هذا الأمر، سيرتبط وقت الطعام مع الطفل بالتخويف والعنف، وسيزيد رفضه له”.
تواجه الكثير من العائلات مشكلةً في رفض الصغار تناول بعض أنواع الطعام، أو اختيارهم أطعمةً دون أخرى.
قد يكون هذا هو السبب وراء ضغط البعض على الأطفال لتناول الطعام.
وتؤكد الطبيبة سهام على ضرورة “مراعاة اختلاف طبيعة الجسم من طفلٍ إلى آخر. فالعبرة ليست بالوزن، إنما بالصحة، وضمان عدم إصابته بفقر الدم، وغيرها من أمراض سوء التغذية”.
ويكون تدريب الأطفال على تناول كل أنواع الطعام، بدايةً من عمر العام ونصف العام.
فتقديم أنواع معينة للطفل خلال هذه المرحلة العمرية، يُصّعب إقناعهم بمأكولاتٍ أخرى.
كما أن تزيين الطبق، وتقديمه بشكلٍ محبب له، يساعد على فتح شهيته، ويشجعه على الأكل.
وتشير حسن إلى “رغبة الأطفال الدائمة للفت الأنظار، وقد يكون رفض الطعام وسيلتهم لذلك”.
لذا، ليس تناول الطعام بالإجبار حلاً مثالياً، إنما يُنصح بترك الطعام أمام الطفل لمدةٍ معينة ثم رفعه، والانتظار حتى يطلبه بنفسه.
المصدر: Rotana.net