أظهرت دراسة جديدة أن الصيام لمدة خمسة أيام قبل البدء بنظام غذائي جديد يمكن أن يساعد في التمهيد لتحول جسم الشخص.
وتؤدي فترة تناول الطعام المقيد إلى تغييرات كبيرة في جهاز المناعة وميكروبيوم الأمعاء، ما يعزز فوائد فقدان الوزن.
وأظهر الباحثون في الدراسة أن الأشخاص الذين يصومون قبل بدء نظام غذائي، على غرار حمية البحر الأبيض المتوسط لمدة ثلاثة أشهر، يفقدون المزيد من الوزن ويكون مؤشر كتلة الجسم لديهم أقل من أولئك الذين لا يفعلون ذلك، كما لاحظوا أيضا انخفاض ضغط الدم لديهم.
ويقول أندراس مايفيلد، المؤلف الرئيسي للدراسة من مركز الأبحاث التجريبية والسريرية (ECRC) في برلين: "التحول إلى نظام غذائي صحي له تأثير إيجابي على ضغط الدم. وإذا كان النظام الغذائي يسبقه صيام، فإن هذا التأثير يزداد حدة".
وقام باحثون من ألمانيا بتجنيد 71 شخصا يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي، وهو اسم الحالة التي يعاني منها أولئك الذين يعانون من مرض السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم أيضا.
وتم وضعهم جميعا في خطة نظام غذائي تسمى DASH (النهج الغذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم) من قبل فريق من الخبراء لمدة ثلاثة أشهر.
ويتمحور نظام DASH حول نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي الشهير ويشمل الفاكهة والخضروات ومنتجات الحبوب الكاملة والمكسرات والبقول والأسماك واللحوم البيضاء الخالية من الدهون.
ولكن تم توجيه نصف المشاركين في الدراسة للصيام لمدة خمسة أيام قبل بدء النظام الجديد.
ويقول الباحثون إن النتيجة الرئيسية هي التأثير طويل المدى للصيام على خفض ضغط الدم من المستويات المرتفعة.
وتمكن ما يقارب نصف الأشخاص الذين كانوا في مجموعة الصيام (43%) من تقليل أدويتهم التي وصفوها سابقا لارتفاع ضغط الدم. وبالنسبة لغير الصائمين، كان هذا الرقم 17% فقط.
كما فقد أولئك الذين صاموا وزنا أكبر من أولئك الذين لم يصوموا ولكنهم اتبعوا نفس النظام الغذائي.
وانخفض مؤشر كتلة الجسم في مجموعة الصيام من حوالي 34 إلى 32 في ثلاثة أشهر، وهو انخفاض مهم من الناحية الإحصائية.
وبالنسبة للمجموعة غير الصائمة، لم يكن هناك فرق ملحوظ في أي من المقياسين.
وتمت مراقبة استجابة الجهاز المناعي وميكروبيوم الأمعاء عن كثب من خلال اختبارات الدم وعينات البراز، على التوالي، وكذلك الأشخاص الذين تم وزنهم بانتظام.
وكشفت النتائج أنه أثناء الصيام، يزداد إنتاج بكتيريا الأمعاء المفيدة التي تكسر الألياف لإنتاج مواد كيميائية مضادة للالتهابات.
وتساعد التغييرات الأخرى في تقليل ارتفاع ضغط الدم حيث يتكاثر عدد البكتيريا الجيدة بسرعة.
ووجد الباحثون أنه حتى بعد انتهاء فترة الصيام لمدة خمسة أيام وبدأ الشخص في تناول الأطعمة الصلبة مرة أخرى، ظلت التغييرات الإيجابية قائمة.
ويوضح الدكتور دومينيك مولر، المؤلف المشارك في الدراسة: "ظل مؤشر كتلة الجسم وضغط الدم والحاجة إلى الأدوية الخافضة للضغط أقل على المدى الطويل بين المتطوعين الذين بدأوا نظاما غذائيا صحيا بالصيام لمدة خمسة أيام".
المصدر: Daily Mail