تبين أن تناول كميات كبيرة من الفيتامينات "أ" (A) و"د" (D) و"إي أو هـ" (E) يرتبط بانخفاض نسبة الإصابة بمشكلات الجهاز التنفسي، وفق باحثين نهضوا بدراسة في هذا المجال، ويدعون إلى إجراء مزيد من البحوث حول تأثير العناصر الغذائية في "كوفيد- 19".
أشار البحث، الذي صدرت نتائجه أخيراً، إلى أن الأشخاص من فئة البالغين الذين يتناولون الفيتامينات المذكورة آنفاً، سواء من طريق الطعام نفسه أو في شكل مكملات غذائية، كان احتمال إبلاغهم عن مشكلات في الجهاز التنفسي أقل مقارنة مع غيرهم.
وتراوحت تلك المشكلات بين السعال الرطب وحالات صحية أخرى طويلة الأمد، من قبيل داء الانسداد الرئوي المزمن والربو.
في الواقع، تأتي هذه النتائج بعدما وجد بحث أُجري في الولايات المتحدة الأميركية، أن الفيتامين "د" في مقدوره أن يخفض خطر الإصابة بعدوى فيروس "كورونا"، ومكابدة مضاعفات شديدة منه.
في الوقت نفسه، أصدرت إحدى جامعات العاصمة البريطانية لندن دراسة كبرى تبحث في ما إذا كان فيتامين "د" يقي فعلاً من فيروس "كورونا"، وقد قال الباحث الرئيس فيها إن "أدلة متزايدة" تبين أن ذلك العنصر الغذائي قد "يقلص مخاطر الإصابة بأمراض تطاول الجهاز التنفسي".
ولكن في يونيو (حزيران) من العام الحالي، ذكر "المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية" (Nice) في بريطانيا، أن لا دليل يؤيد الفكرة القائلة إن تناول المكملات الغذائية من فيتامين "د" يُقلل خطر "كوفيد- 19"، أو يخفض شدة مضاعفاته.
ولكن الدراسة الجديدة الواسعة النطاق التي نُشرت في مجلة "بي إم جي نيوترشن، بريفنشن آند هيلث" BMJ Nutrition, Prevention and Health (المجلة الطبية البريطانية، للوقاية والصحة)، وجدت أن الحصول على فيتامين "د" من المكملات الغذائية، قد حد من احتمال إبلاغ الراشدين الذين تضمنتهم الدراسة عن معاناتهم مشكلات في الجهاز التنفسي.
كذلك لم تختلف النتائج بالنسبة إلى تناول الفيتامينين "أ" و"إي"، من النظام الغذائي والمكملات الغذائية كلاهما.
"توفر هذه النتائج أساساً يُعتد به من أجل إجراء مزيد من البحوث حول جدوى تناول كمية من الفيتامينات أكبر كثيراً من الكميات الغذائية الموصى بها"، حسب ما قال الباحثون.
ووجد البحث، الذي امتد طيلة ثماني سنوات، 33 حالة من مشاكل الجهاز التنفسي المبلغ عنها ذاتياً بين ستة آلاف و100 شخص راشد راقب الباحثون حالاتهم الصحية.
"وتتفق نتائجنا مع الفرضية القائلة، إن المكملات الغذائية تكتسي أهمية بالغة في ضمان الحفاظ على كمية الفيتامين "د" المناسبة في الجسم، وربما تشير إلى أن الحصول عليه من النظام الغذائي وحده لا يحافظ على مستويات كافية منه في الجسم"، وفق كلمات الباحثين، من بينهم باحثو جامعة "إمبريال كوليدج لندن" Imperial College London، و"كلية لندن للصحة والطب الاستوائي"London School of Hygiene and Tropical Medicine .
ووفق فريق الباحثين نفسه، ثمة حاجة إلى إجراء بحوث إضافية "في سبيل تقييم انعكاسات الدراسة الحالية في ما يتعلق بجائحة فيروس "كورونا" الراهنة".
أخيراً، يُشار إلى أن مات هانكوك، وزير الصحة البريطاني، أصدر قراراً بإعادة النظر في استخدام فيتامين "د" للوقاية من "كورونا"، بعدما قال في السابق إن ""فعاليته غير مثبتة".
المصدر: اندبندنت